ثقافة و معلومات مع قهوة الصباح ( صباح الخير )

dimanche 29 novembre 2015



سياسة فرق تسد تعني العمل على تفتيت قوة كبيرة قائمة أو أكثر، أو العمل على عرقلة قوة كبيرة في طريقها إلى البروز، عن طريق زرع الشقاق والفتن بين قوى متناحرة كي لا تلتئم وتجابه طرفاً آخر يتضرر من توحد صفوف القوى، تفادياً لإحداث توازن في موازين القوى، من أجل الإبقاء على اختلال موازين القوى لصالح طرف على حساب الأطراف الأخرى، فجوهر ومضمون هذه السياسة إذاً هو الإبقاء على الدول المتنافسة مع دولة ما في حالة من التمزق والتفكك والانقسام لاستنزاف قواها، وإيجاد الثغرات التي يمكن النفاذ منها إليها.



وقد حمل الكيان الصهيوني لواء الدعوة لهذه السياسة وبادر نحو تنفيذها، وأشار بن غوريون – أول رئيس وزراء لإسرائيل– إلى أن قوة وبقاء إسرائيل في المنطقة العربية مرهون بتطبيق سياسة فرق تسد، حيث صرح قائلاً “إن قوة إسرائيل ليست في امتلاكها للسلاح النووي، وإنما في تفتيت ثلاث دول كبرى، العراق، سوريا، مصر، إلى دويلات متناحرة ومتصارعة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر”

عن طريق هذه السياسة نجح الكيان الصهيوني في إضعاف موقف بعض الدول من القضية الفلسطينية، أثناء المفاوضات التي جرت بينه وبين مجموعة من الدول العربية (فلسطين، سوريا، الأردن، لبنان)، في مؤتمر مدريد عام 1991م، وتمكن من عزلها عن المفاوضات بدعوى تفرغ كل دولة لقضاياها على حدة، وقد نجحت هذه السياسة في إقصاء هذه الدول، والانفراد بالمفاوض الفلسطيني للانقضاض عليه، وكان له ما أراد، فقد آتت هذه الوسيلة أكلها في مفاوضات أوسلوا عام 1993م، التي تعتبر منعطفاً تاريخياً في القضية الفلسطينية، لأنها تعكس مدى التنازلات الهائلة التي قدمها الجانب الفلسطيني، ونجاح اليهود في تحقيق مجموعة من الأهداف عبر هذا الاتفاق، كان أبرزها على الإطلاق عزل وتفريق القوى العربية غير الراغبة في السلام، بإعطاء البرهان على أن أصحاب القضية قد ألقوا البندقية. ولا زالت هذه السياسة وغيرها قائمة وستظل، أما الأمة جمعاء فحقاً وعدلاً، لا يصدق عليها إلا وصف، فلو ناراً نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادٍ.








ثقافة و معلومات مع قهوة الصباح ( صباح الخير )

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire