مقال كيف يصطاد الدواعش شبابنا

mercredi 2 décembre 2015





مـــــــــــــــــز قــــــــــــــــــو هـــــــــــــــــــم



كيف يصطاد الدواعش شبابنا


الفكر الخوارجي أو (الداعشي) بلغة اليوم فكر قديم اخبرنا به صل الله عليه وسلم وحذرنا منه،
وهو فكر يمكن تلخيصه في جملة: بأنه السعي الى الكمال في الدين كما تريد العقول
لا كما يريده رب العقول وخالقها، او بعبارة اخرى: البحث عن ديانة مثالية
تفوق ديانة النبي الكريم صل الله عليه وسلم،
وبالتالي فهم يريدونها على غير هدي محمد بن عبدالله، ولا على خطى اصحابه الكرام.
فهم يقدمون العقول والافهام الناقصة التي تصور لهم ان الدين مسألة حسابيه
كما ان الواحد مضافا الى الواحد لا يساوي الا اثنين، بل يريدونه دينا بشريا له زوايا حادة
واقطار متساوية لا اختلاف فيه ولا تماه ولا سعة، ولن يشادّ هذا الدين أحد الا غلبه.
الفكر الخوارجي افتتح نتاجه بقتل ذي النورين عثمان بحجة إقامة العدل،
ثم ثنى بابن عم رسول الله علي كرم الله وجهه، ثم عاث في الارض فسادا
كما يشهد التاريخ، فهم احرص الناس على الكمال الموهوم
ولا مجال
عندهم للتسامح مع المخالف، ولذلك عملوا القتل في اهل الاسلام وان شهدواووحدوا وسبحوا وصلوا وصاموا،
ولا نـدري اين يذهبون
من احاديث عصمة نفس المسلم وماله وعرضه
ما دام يشهد انه لا اله الا الله، ولا نـعرف موقفهم من عتاب النبي الكريم للصحابي
الذي قتل المشرك الذي نطق بالشهادة خوفا قبل ان يقتله،
فقال قولته الخالدة:
اقتلته بعد ان شهد ان لا اله الا الله، وهذا يفسر لك
ان اعمال العقول والحساب والهندسة والمعادلات الذهنية في دين الله غير مقبولة،
وهذا جزء من امتحان الله لعباده، ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.

نشدان الكمال صفة بشرية، ومحاولة التنسيق والتزويق طبيعة انسانيه،
وبلوغ الغاية في الجمال والسعي الى التحسين من متطلبات النفس والقلب،
ولذلك لابد أن نبتعد عن الفكر الداعشي الذي سحب هذه المنظومة الإنسانيه
الناقصة ليطبقها على دين الله الذي ختم بموت سيد المرسلين صل الله عليه وسلم..

ومن هنا يأتي دورنا جميعا لـنـنبه ان هذه الافكار الهدامة لا يستحسنها
الصغار والشباب الا لأن الدواعش
يعزفون على وتر الكمال والتكامل، وهذه المقطوعة
تؤتي ثمارها عند الشباب والشابات المراهقات لان المراهق لا يفهم
الا اللغة الواضحة
على حقيقته
فلا يفهم ابدا لغة المجاز ولا يستوعب اي محسن لفظي يصرف الكلمة عن ظاهرها
، فالاوامر كلها واجبات، والمناهي كلها محرمات، ولا يوجد الا لون ابيض او لون اسود
، وهكذا هي طبيعة النفس الشابة إن تركت دون تنبيه او توعية، وهكذا
يضل الشاب طريقه اذا ظن ان ساحة الدين ليس لها حرم ولا لها باب،
او انه
ليس لهذا الدين حماة وعلماء وفقهاء ومراجع، فإن فهم الشاب ذلك واحترم
علماء الدين ومرجعياته فلا خوف عليه من طلب الكمال الزائف..

وعلى دروب الخير نلتقي. نلتقي



مع فائق التقدير لكم




مقال كيف يصطاد الدواعش شبابنا

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire